محافظة البحيرة.

Egyptian Flag Egyptian Flag Egyptian Flag Egyptian Flag Japanese Flag Japanese Flag Egyptian Flag Japanese Flag

الأحد، 11 مايو 2008

أهم محافظة فى الوطن العربى


383‏السنة 123-العدد2004يوليو24‏7 [جمادى الآخر 1424هـالسبت
















أهم محافظة في الوطن العربي


محمد عبدالسلام العمري


في ظني أن أهم محافظة في الوطن العربي‏,‏ هي البحيرة‏,‏ لأنها تعطيني الأمل عندما أبحث وأنقب عن نقطة نور‏,‏ فهذه المحافظة حصدت جائزتين من جوائز نوبل بواسطة ابنين من أبنائها‏,‏ فقد نالها نجيب محفوظ ابن رشيد‏,‏ في الأدب‏,‏ وأحمد زويل من دمنهور في العلوم‏.‏
كما أنجبت البحيرة روادا عظاما‏,‏ أثروا الحياة والفن والدين والإبداع‏,‏ كل في مجال تخصصه‏,‏ فقد أنجبت من الشيوخ الشيخ المستنير محمد عبده‏,‏ الذي مازالت فتاواه التقدمية والمستنيرة صالحة لهذا الزمان‏,‏ رغم صدورها منذ قرن مضي‏,‏ كما أنجبت ذلك الحين الشيخ علي يوسف الذي كسر هيبة التفاوت الطبقي متمردا علي التقاليد‏,‏ متزوجا صفية السادات وهي من علية القوم‏,‏ رغم أنه جورنالجي‏,‏ وهي مهنة غير لائقة في ذلك الزمان‏.‏
وهي محافظة الشيخ حسن البنا‏,‏ مؤسس جماعة الإخوان المسلمين‏,‏ التي جابت شهرتها الآفاق‏,‏ والشيخ محمود شلتوت‏,‏ شيخ الأزهر‏,‏ وأول من اجتهد في تقريب المذاهب الدينية في الإسلام‏,‏ وهو من إيتاي البارود‏,‏ الذي ألف فيها أيضا الشيخ محمد الغزالي أكثر من خمسين كتابا‏,‏ وهذه المدينة أنجبت محمود سامي البارودي مجدد الشعر العربي‏,‏ كما أنجبت توفيق الحكيم بنص مذكراته سجن العمر والأستاذ أحمد أمين‏,‏ بنص سيرته حياتي مؤلف فجر وضحي وعصر الإسلام‏,‏ وبالتالي يكون أولاده حسين وجلال بالوراثة من البحيرة‏,‏ مسقط رأس الدكتور عبدالوهاب المسيري‏,‏ صاحب الموسوعة الرائدة عن اليهود‏,‏ وعائلة المسيري بالطبع‏,‏ وهي التي أنجبت محمد صدقي جوركي مصر وأمين يوسف غراب‏,‏ ومحمد عبدالحليم عبدالله‏,‏ والشاعر علي الجارم‏,‏ والموسوعة محمد عناني‏,‏ والمبدع والناقد فتحي أبو رفيعة‏,‏المقيم في نيويورك‏,‏ الذي يحتفي بأي عمل إبداعي حقيقي في صحيفة القدس العربي‏,‏ وهي محافظة الروائي الكبير علاء الديب‏,‏ صاحب الأفضال المتعددة علي المبدعين المصريين الحقيقيين‏,‏ وأخيه بدر الديب‏,‏ كما أن إيتاي البارود بلد الأسطورة أدهم الشرقاوي‏,‏ المعروف‏,‏ والدكتور أحمد جويلي‏,‏ وزير التموين السابق‏,‏ وهي كذلك محافظة الدكتور مصطفي الفقي‏,‏والقاص رجب البنا‏,‏ والشاعر فاروق جويدة‏,‏ والشاعر فتحي سعيد‏,‏ والشاعر عبدالقادر حميدة‏,‏ والشاعر ياسين الفيل‏,‏ ومحافظة عائلة إمام المبدعين قصا ورواية وترجمة‏.‏
ومن أبنائها المشير محمد عبدالحليم أبوغزالة‏,‏ واللواء الحناوي قائد الطيران بعد هزيمة‏67,‏ وأحمد حمروش وعوض القوفي‏,‏ عضوي مجلس قيادة الثورة‏,‏ وأعلي نسبة بين شهداء حرب أكتوبر من إيتاي البارود‏.‏
وهي محافظة تنبت المبدعين والعلماء والرجال‏,‏ وهناك المئات من عظماء هذه المحافظة التي لم تسعفني الذاكرة بأسمائهم‏,‏ وهذه المحافظة لا تأبه لمن يتنصلون من الانتماء لها‏,‏ لكني كنت في الحقيقة أتمني أن يكون المبدع الكبير بحق إبراهيم عيسي ابنا من أبنائها‏,‏ رمزا لمقاومة هذا الزمان‏.‏
ومن أشهر المبدعين الذين عاشوا فيها يحيي حقي‏,‏ وهو بلا منازع‏,‏ أستاذ ورائد القصة القصيرة في الوطن العربي ومجددها وقد عاش فترة في المحمودية‏,‏ كما عاش في أحد مراكزها ـ الخطاطبة ـ الروائي الكبير إدوار الخراط أثناء الحرب العالمية الثانية‏,‏ وكتب روايته الفاتنة حجارة بيبلو في هذا المكان‏,‏ ولن ينسي الأدب العربي رواية وكالة عطية التي كتبها خيري شلبي في دمنهور‏.‏
ولعل أبناء الدكتور عمرو والمحاسبة رحاب والمهندس كريم يفخرون ببلدهم إيتاي البارود مثلما أفخر أنا‏.‏
وفي دمنهور عاصمة البحيرة مبني لا مثيل له في مصر‏,‏ وهو نموذج طبق الأصل لمبني الأوبرا الذي تم حرقه‏,‏ لذا فإنه يصح أن يكون مزارا دائما‏,‏ فإذا كان عبدالرحمن صدقي يقول إن القاهرة عاصمة مصر‏,‏ وإن الأوبرا التي احترقت هي عاصمة القاهرة‏,‏ فالأولي مادام لدينا نسخة طبق الأصل من الأوبرا المحترقة أن نعطيها الاهتمام‏,‏ ونجعلها مركزا ثقافيا لوسط الدلتا‏,‏ ومزارا‏,‏ وقبلة للمثقفين والمعماريين‏,‏ لكن هذا المبني تحول بفضل إهمال وزارة الثقافة من مسرح وسينما إلي مأوي للفئران والثعابين‏,‏ والكلاب الضالة تمهيدا لحرقه‏,‏ أو لبيعه‏,‏ وهي هواية عجيبة لهذه الثقافة‏,‏أصبحت نسقا وسلوكا يطبق علي كل تراثنا الثقافي والمعماري والحضاري‏.‏
هل نصدق أن محافظة البحيرة بالكامل‏,‏ ليس بها سينما أو مسرح‏,‏ مع تقديري للصرح الثقافي الذي شيده وزير الثقافة الراحل عبدالحميد رضوان‏,‏ كما أن إيتاي البارود ليس بها قصر ثقافة أو مسرح أو سينما أو مكتبة‏,‏ إن كل هذه المهرجانات وقصور الثقافة والمكتبات لم تصل إلي من يستحقها بالفعل في قري ومراكز المحافظات‏,‏ بل هي للدعاية والإعلان‏,‏ وتصدير المشهد الثقافي المتهريء نسيجه‏.‏
كاتب وروائي ـ مصر





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق